الآية رقم (218) - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

ثلاثة أصناف، هم: الّذين آمنوا، والّذين هاجروا، والّذين جاهدوا في سبيل الله، يرجون رحمة الله، هناك من الّذين آمنوا السّابقون، ثمّ المهاجرون الّذين تركوا ديارهم وأموالهم في مكّة وهاجروا إلى المدينة المنوّرة، والّذين جاهدوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ودافعوا عن وجودهم وعن دينهم وعن مقدّساتهم، هؤلاء هم الّذين يرجون رحمة الله، ولسائل أن يسأل: إن كان هؤلاء غير متيقِّنين من رحمة الله، فمن هو المتيقِّن من رحمة الله؟ (يَرْجُونَ) أي غير متيقّنين، لذلك هناك رجاء، يجب أن ننتبه بأنّنا في الدّنيا نرجو رحمة الله سبحانه وتعالى، لذلك سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان يقول: “والله لو نادى مناد أنّ كلّ النّاس يدخلون الجنّة إلّا رجلاً واحداً، لاعتقدت أنّه عمر” هذا من خشيته ألّا تناله رحمة الله سبحانه وتعالى، لذلك في الحديث الصّحيح قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لن يُدخل أحداً عملُه الجنّة»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا، ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا…»([1])، إذاً لا تعوّل على أعمالك وعوّل على رحمة الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى برحمته جعل الجنّة جزاءً لعملك.

إِنَّ الَّذِينَ: إنّ واسمها

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا: عطف على ما قبله

فِي سَبِيلِ: متعلقان بجاهدوا

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

أُولئِكَ: اسم إشارة مبتدأ

يَرْجُونَ: فعل مضارع والواو فاعل والجملة خبر المبتدأ

رَحْمَتَ: مفعول به

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

(أُولئِكَ يَرْجُونَ): في محل رفع خبر إن

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

غَفُورٌ: خبر أول

رَحِيمٌ: خبر ثان.

وهاجَرُوا: فارقوا أوطانهم وأهلهم

وَجاهَدُوا: من الجهد: وهو المشقة فِي سَبِيلِ اللَّهِ لإعلاء دينه

يَرْجُونَ: يتوقعون النفع باتخاذ الأسباب

رَحْمَتَ اللَّهِ: أي ثوابه.