﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾: بالتّأكيد الّذي يسمع سيستجيب، ولو أنّ الآية: (إنّما يجيب الّذين يسمعون)، لتغيّر المعنى والمقصود، فلو حدّثتك بأمرٍ فأنت تجيب بنعم أو لا أو أيّ شيءٍ آخر، لكنّ الكلمة هنا: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ﴾، أي يطيع في الأوامر والنّواهي، وكلمة ﴿يَسْتَجِيبُ﴾ تختلف عن يُجيب: أي تنفّذ ما أمرت به.
﴿الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾: أي الّذين يسمعون كلام الله سبحانه وتعالى ويعقلونه ويستجيبون؛ أي يطيعون أوامره جلَّ جلاله فيما أمر ونهى.
وأتى بمقابلها مباشرةً: ﴿وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ﴾؛ لأنّ الّذين لا يستجيبون ولا يسمعون هم كالموتى، حتّى الموتى سيعودون ويُسألون عن عدم استجابتهم لأوامر رسلهم صلوات الله عليهم وسلامه جميعاً.
﴿ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾: إيّاكم أن تعتقدوا أنّ الموتى ماتوا وأُسدل السّتار على حياتهم وانتهى الأمر، فالله سبحانه وتعالى سيبعثهم ويسألهم عن الّذي لم يستجيبوا له من دعوة رسلهم وأنبيائهم عليهم السَّلام الّتي جاؤوا بها.