﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: الحرب على الله سبحانه وتعالى هي الاعتداء على سلطته سبحانه وتعالى في التّشريع، وعلى الصّنعة الّتي صنعها والّتي هي الإنسان، فقانون صياغة الصّنعة هو للصّانع، والصّانع هو الخالق، والخالق هو الله تبارك وتعالى، أمّا بالنسبة للحرب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فهناك وصفان:
1- في حياته: عندما حاربه أعداؤه.
2- بعد انتقاله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الرّفيق الأعلى، فالحرب هنا هي الحرب على تشريع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. ومن المعلوم وكما قلنا سابقاً: إنّ الله سبحانه وتعالى منح الرّسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم سلطة التّشريع بالنّسبة للأحكام وبيان القرآن الكريم، وقد حصّن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذا التّشريع بقوله: «إنّ كذباً عليّ ليس ككذبٍ على أحد، من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار»([1])؛ لأنّ كلام الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم هو تشريعٌ، وهو كلامٌ يوحى، فلا نستطيع أن نفصل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عن الرّسالة، هذا أمرٌ مهمٌّ جدّاً، فالقرآن الكريم يعطي الأحكام الإجماليّة: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: من الآية 43]، ولكنّه لم يبيّن ما هي الصّلاة، وما أحكامها، وكيفيّة إقامتها وفرائضها وسننها…، وهذا ماحدّده الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.