(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ): إلّا هنا استثناءٌ مشروطٌ، فقد أرسل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإمام عليّاً كرّم الله وجهه بسورة براءة بقطع أنواع العقود والعهود كلّها مع مشركي قريش، والمقصود صلح الحديبية، وقد مرّت بنا في الآية السّابقة، وهنا المولى سبحانه وتعالى استثنى من المشركين مَن لم يصدّوا عنكم التّجارة ولم يحاولوا أن يؤذوكم.
(ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا): أي لم ينقصوا من أموالكم شيئاً.
(وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا): لم ينصروا أحداً من أعدائكم عليكم. إن وُجد أحدٌ من المشركين من بعض القبائل لم يفعلوا هذه الأفعال فأتمّوا العهد والميثاق، فلا ينقض المسلم العقود والمواثيق إلّا إذا نقضها الأعداء وخانوا أمانة العهود الّتي وُقِّعت.
(فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ): أتمّوا العهد على المدّة الّتي اتّفقتم عليها على المواثيق الّتي وقعتموها.
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ): والمتّقي هو الإنسان الّذي يفعل ما يأمره الله سبحانه وتعالى به، والتّقوى هي جماع الخير في كلّ أمرٍ وفي كلّ نهيٍ.