الآية رقم (4) - إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ

(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ): إلّا هنا استثناءٌ مشروطٌ، فقد أرسل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الإمام عليّاً كرّم الله وجهه بسورة براءة بقطع أنواع العقود والعهود كلّها مع مشركي قريش، والمقصود صلح الحديبية، وقد مرّت بنا في الآية السّابقة، وهنا المولى سبحانه وتعالى استثنى من المشركين مَن لم يصدّوا عنكم التّجارة ولم يحاولوا أن يؤذوكم.

(ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا): أي لم ينقصوا من أموالكم شيئاً.

(وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا): لم ينصروا أحداً من أعدائكم عليكم. إن وُجد أحدٌ من المشركين من بعض القبائل لم يفعلوا هذه الأفعال فأتمّوا العهد والميثاق، فلا ينقض المسلم العقود والمواثيق إلّا إذا نقضها الأعداء وخانوا أمانة العهود الّتي وُقِّعت.

(فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ): أتمّوا العهد على المدّة الّتي اتّفقتم عليها على المواثيق الّتي وقعتموها.

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ): والمتّقي هو الإنسان الّذي يفعل ما يأمره الله سبحانه وتعالى به، والتّقوى هي جماع الخير في كلّ أمرٍ وفي كلّ نهيٍ.

إِلَّا: أداة استثناء.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء.

عاهَدْتُمْ: فعل ماض وفاعله والجملة صلة الموصول.

مِنَ الْمُشْرِكِينَ: متعلقان بمحذوف حال.

ثُمَّ: حرف عطف.

لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب.

يَنْقُصُوكُمْ: مضارع مجزوم والواو فاعله والكاف مفعوله.

شَيْئاً: مفعوله الثاني والجملة معطوفة ومثلها جملة «وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً» .

فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ: الجملة معطوفة.

إِلى مُدَّتِهِمْ: متعلقان بمحذوف حال.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها والجملة الفعلية

يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ: خبرها، والجملة الاسمية تعليلية أو مستأنفة.

ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً: من شروط العهد والميثاق، فلم يقتلوا أحدا ولم يضروه.

وَلَمْ يُظاهِرُوا: يعاونوا

عَلَيْكُمْ أَحَداً: من الكفار

فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ: أي إلى انقضاء مدتهم التي عاهدتم عليها

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ: بإتمام العهود