الآية رقم (34) - إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ﴾: من قبل أن يقدر المجتمع على عقوبتهم نتيجةً لإفسادهم، فإن تابوا فإنّ المولى سبحانع وتعالى هو الغفور الرّحيم، ومن أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته جلّ وعلا أنّه يغفر الذّنوب ويرحم الإنسان ويدخله الجنّة برحمته ومغفرته، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما منكم مِنْ أحدٍ يدخله عملُه الجنَّة»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلّا أن يتغَمَّدني الله منه برحمة»([1]).

 


([1]) المعجم الكبير للطّبرانيّ: باب الشّين، شريك بن طارق بن سفيان، الحديث رقم (7221).

إِلَّا الَّذِينَ: اسم الموصول في محل نصب على الاستثناء، بإلا

تابُوا مِنْ قَبْلِ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة صلة الموصول

أَنْ تَقْدِرُوا: المصدر المؤول في محل جر بالإضافة

عَلَيْهِمْ: متعلقان بتقدروا

فَاعْلَمُوا: فعل أمر والواو فاعل والجملة مستأنفة

أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: أن ولفظ الجلالة اسمها وغفور ورحيم خبراها، والجملة سدت مسد مفعولي اعلموا.

إِلَّا الَّذِينَ تابُوا: من المحاربين وقطاع الطرق

مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ: أي من قبل التمكن من عقابهم

فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ: لهم ما أتوه

رَحِيمٌ: بهم. والتعبير بالمغفرة والرحمة للدلالة على أن التوبة لا تسقط إلا حقوق الله وحدوده، دون حقوق الآدميين، كما ذكر السيوطي، فإذا قتل قاطع الطريق أحدا، وأخذ المال وتاب، يقتل ويقطع ولا يصلب، وهو أصح قولي الشافعي، ولا تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا، وهو أصح قوليه أيضًا.