﴿إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ﴾: هم بنو حارثة من الأوس، وبنو سَلَمة من الخزرج.
همّت: الهمّ يكون داخل النّفس، أن تفشلا: أن تجبنا عن القتال. وذلك عندما رجع عبد الله بن أبي بن سلول قائلاً: لو علمنا قتالاً لاتّبعناكم، وكاد بنو حارثة وبنو سَلَمة أن يلحقوا به، لكنّهم ثبتوا وقالوا: الحمد لله أنّنا هممنا ولم نفعل، فالله سبحانه وتعالى وليّنا؛ لأنّه قال: ﴿وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا﴾، وثبّتهم الله سبحانه وتعالى على الإيمان.
﴿وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾: بعد الأخذ بالسّبب يأتي التّوكل، تأخذ بالأسباب وبعد ذلك تتوكّل؛ لأنّ التّوكّل هو عمل القلب وليس عمل الجارحة الّتي لا بدّ لها من الأخذ بالسّبب.