الآية رقم (112) - إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

هؤلاء المخلصون المؤمنون المحبّون لمنهج الله سبحانه وتعالى الأنقياء الأتقياء عندما رأوا السّيّد المسيح عليه السَّلام يستطيع فعل كلّ هذه المعجزات بإذن الله عزَّ وجلّ، طلبوا منه -وكأنّه تحقيقٌ للإيمان- أن يروا بأعينهم، كما قال إبراهيم عليه السَّلام: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى﴾ [البقرة: من الآية 260]، هو يؤمن بأنّ الله محيي الموتى، ولكنّه يريد الرّؤية للكيفيّة، وعلى هذا المنوال قال الحواريّون وهم مؤمنون: ﴿يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء﴾؛ لذلك سمّيّت سورة (المائدة).

﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ﴾: كيف تقول: إنّ الحواريّين وهم مؤمنون بالله سبحانه وتعالى ومؤمنون بالسّيّد المسيح عليه السَّلام ويقولون: هل يستطيع؟ والجواب: من صفات الرّبّ والإله أنّه قادرٌ على كلّ شيءٍ، وكلمة ﴿يَسْتَطِيعُ﴾ هنا: ﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ﴾: أي هل يستجيب ربّك لطلبنا يا عيسى بأن ينزل علينا مائدةً من السّماء، فكان جواب السّيّد المسيح عليه السَّلام: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾، حوّلهم من المعجزة الحسّيّة إلى القيم الإيمانيّة، فلا يجوز أن تقترحوا على الله سبحانه وتعالى المعجزة. فانظر لجواب السّيّد المسيح الإيجابيّ وانظر لدّقّة الإجابة.

إِذْ: ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف اذكر

جملة «قالَ الْحَوارِيُّونَ» بعده في محل جر بالإضافة

يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ: منادى مفرد علم وبن صفته على المعنى أو بدل ومريم مضاف إليه

هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ: فعل مضارع وفاعله وأن والفعل بعدها في تأويل مصدر مفعوله أي: هل يستطيع ربك تنزيل

عَلَيْنا: متعلقان بالفعل ينزل وكذلك «مِنَ السَّماءِ» ويجوز تعليقهما بمحذوف صفة مائدة، والجملة مقول القول.

«قالَ» الجملة مستأنفة

اتَّقُوا اللَّهَ: فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة مقول القول

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: كان واسمها وخبرها وجواب الشرط محذوف والتقدير إن كنتم مؤمنين فاتقوا الله في سؤالكم.

الْحَوارِيُّونَ: أصحاب المسيح الخلّص.

يَسْتَطِيعُ: يفعل ويرضى ويجيبك إن سألته.

مائِدَةً: المائدة: هي الخوان إذا كان عليه الطّعام. قال لهم عيسى.