الآية رقم (9) - إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ

﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾: طلب الغوث أصلها من الغيث من المطر، فعندما ينزل المطر يحيي الأرض بعد موتها، فهو حياةٌ، وطلب الغوث من الله هو المساعدة والنّصر منه سبحانه وتعالى.

سبب النّزول:

عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: لـمّا كان يوم بدر نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم القبلة ثمّ مدّ يديه فجعل يهتف بربّه: «اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّهمّ آتني ما وعدتني، اللّهمّ إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربّه مادّاً يديه مستقبل القبلة حتّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثمّ التزمه من ورائه وقال: يا نبيّ الله، كفاك مناشدتك ربّك، فإنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾، فأمدّه الله بالملائكة([1]).

﴿فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾: طلبتم المدد والغوث من الله فاستجاب لكم.

﴿أَنِّي مُمِدُّكُمْ﴾: والإمداد هو الزّيادة الّتي يحتاجها الجيش، فهم ثلاثمئة والمشركون ألف، فهو إعطاء الزّيادة.

﴿بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾: أردف وراءه أي الّذي يتبعه، أي أنّهم يكونون معكم.

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسّير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، الحديث رقم (1763).

إِذْ: بدل من وَإِذْ يَعِدُكُمُ أو متعلق باذكر المحذوفة.

تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة.

فَاسْتَجابَ لَكُمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور «لَكُمْ» وفاعله مستتر، والجملة معطوفة.

أَنِّي: أن واسمها

مُمِدُّكُمْ: خبرها. والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان باستجاب.

بِأَلْفٍ: متعلقان باسم الفاعل ممدكم.

مِنَ الْمَلائِكَةِ: متعلقان بمحذوف صفة لألف.

مُرْدِفِينَ: صفة لألف.

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ: تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم.

أَنِّي: بأني.

مُمِدُّكُمْ: معينكم.

مُرْدِفِينَ: متتابعين، يردف بعضهم بعضًا، مأخوذ من الإرداف: وهو الركوب وراءه، وعدهم أولًا بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ، ثم صارت ثلاثة، ثم خمسة، كما ذكر في آل عمران [124، 125] .