﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾: طلب الغوث أصلها من الغيث من المطر، فعندما ينزل المطر يحيي الأرض بعد موتها، فهو حياةٌ، وطلب الغوث من الله هو المساعدة والنّصر منه سبحانه وتعالى.
سبب النّزول:
عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: لـمّا كان يوم بدر نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم القبلة ثمّ مدّ يديه فجعل يهتف بربّه: «اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّهمّ آتني ما وعدتني، اللّهمّ إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربّه مادّاً يديه مستقبل القبلة حتّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثمّ التزمه من ورائه وقال: يا نبيّ الله، كفاك مناشدتك ربّك، فإنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾، فأمدّه الله بالملائكة([1]).
﴿فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾: طلبتم المدد والغوث من الله فاستجاب لكم.
﴿أَنِّي مُمِدُّكُمْ﴾: والإمداد هو الزّيادة الّتي يحتاجها الجيش، فهم ثلاثمئة والمشركون ألف، فهو إعطاء الزّيادة.
﴿بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾: أردف وراءه أي الّذي يتبعه، أي أنّهم يكونون معكم.