أولئك هم المشركون من قريش ومن الجزيرة العربيّة ومن اليهود الّذين لعنهم الله سبحانه وتعالى، ولعنته عزَّ وجلتعني الطّرد من رحمته سبحانه وتعالى والخزي والإهلاك.
﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ﴾: أخزاهم الله سبحانه وتعالى وطردهم من رحمته بمعصيّتهم واعتدائهم على النّاس وكذبهم على التّوراة وتحريفهم لها، وإشعال نيران الحروب الّتي أطفأها الله تبارك وتعالى من جرّاء حقدهم على رسالة سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن ثمّ على العرب جميعاً.
﴿وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا﴾؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى إذا طرد أحداً من رحمته وأخذه بذنوبه فلن يستطيع أحدٌ الوقوف في وجه قدرة الله سبحانه وتعالى.
متى يكون الوقوف في وجه القدرة؟ عندما تكون القدرة بشريّةً، يمكن أن تستعين بأحدٍ عليها، أمّا إن كانت القدرة إلهيّةً فمن يلعنه الله سبحانه وتعالى ويطرده من رحمته ويخزيه فلن تجد له نصيراً.