الإنسان دائماً يُحاسب على ما كسب وعلى ما اكتسب، على ما فعل إن كان خيراً وإن كان شرّاً: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [الزّلزلة]، فالإنسان يُحاسَب على عمله، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «لن يُدخل أحداً عملُه الجنّة»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا، ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا…»([1])، فالحقيقة وقف العلماء كثيراً عند نصّ هذا الحديث كيف يقول الله سبحانه وتعالى: (أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ)، (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزّلزلة]، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدّثر]، (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء]؟ إذاً الإنسان يحاسب على عمله، وهل يدخل الجنّة بعمله أم يدخل الجنّة برحمة ربّه؟ هنا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: أنت تدخل الجنّة برحمة الله، ولا تدخل الجنّة بعملك، فيستغرب الإنسان كيف يقول القرآن هكذا؟
أُولئِكَ: اسم إشارة مبتدأ.
لَهُمْ: متعلقان بخبر نصيب المؤخر.
نَصِيبٌ: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية خبر أولئك، وجملة أولئك استئنافية.
مِمَّا: ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لنصيب.
كَسَبُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.
وَاللَّهُ: لفظ الجلالة مبتدأ.
سَرِيعُ: خبر والجملة استئنافية
الْحِسابِ: مضاف إليه.
أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ: ثواب.
مِمَّا كَسَبُوا: من أجل ما عملوا من الحج والدعاء.
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ: يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا، لحديث بذلك.