نلاحظ دقّة الأداء القرآنيّ وتركيز القرآن الكريم على موضوع الإنفاق، فهو موضوع اجتماعيّ، يؤدّي إلى تواصل اجتماعيّ قويّ جدّاً، وهنا ضرب مثلاً آخر: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ): أحدهم غنيّ له جنّة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار، في القرآن الكريم تأتي الجنّة إمّا تجري من تحتها الأنهار، أو تجري تحتها الأنهار، أي تنبع الأنهار من تحتها.
(وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ): وأصبح كبيراً بالسّنّ.
(وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ): له ذريّة يخاف عليهم.
(فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)؛ لأنّ الإعصار يكون فيه شوارد الإيجابيّ والسّلبيّ، يكون فيه لمعان وممكن أن يكون فيه نار، فاحترقت وذهبت كلّ هذه الجنّة الّتي يملكها؛ لأنّه كفر بنعم الله ولم يؤدّ حقّ الله سبحانه وتعالى؛ ولأنّه لم يؤتِ الزّكاة ولم يتصدّق على خلق الله فكانت هذه النّتيجة.