الآية رقم (185) - أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: هذه دعوةٌ للعلم، دعوةٌ إلى ما وراء ظواهر الأمور، والـمُلك هو الشّيء الظّاهر، والملكوت هو الشّيء المخفيّ، ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأنعام: من الآية 75]، أي أنّ علم ما وراء الظّاهر هو الّذي يسمّى الملكوت.

﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا﴾: أي أنّ عليهم أن ينظروا، أن يتدبّروا، أن يتفكّروا، أن يُعملوا العقل، أن يُعملوا العلم في ملكوت السّماوات والأرض، وليس فقط ما ظهر فيها، وقد أخذ الإنسان الآن يبحث بالفضاء والنّجوم والمجرّات ويتبحّر بالعلوم الكونيّة الكبيرة وغيرها، ويُعمل العقل في ملكوت السّماوات والأرض والغيبيّات.

﴿وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾: أيّ شيءٍ من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، حتّى الذّرّة والرّمل في البحر، كلّ شيءٍ علينا أن نُعمل العقل والتّفكير والتّدبّر به، حتّى نستنتج منه ما يقوله الله سبحانه وتعالى .

أَوَلَمْ يَنْظُرُوا: إعرابها كإعراب الآية السابقة

وَما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي المقدرة وهو معطوف على ملكوت

السَّماواتِ: مضاف إليه

وَالْأَرْضِ: عطف

وَما خَلَقَ: ماض

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول.

مِنْ شَيْءٍ: متعلقان بمحذوف حال

أَنْ: المخففة واسمها ضمير الشأن أي وأنه.

عَسى: فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مستتر، والمصدر المؤول من أن

يكون قد اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ: الفعل الناقص يكون وأن قبله في محل نصب خبرها. واسم يكون ضمير مستتر أيضا، والجملة الفعلية في محل نصب خبرها.

فَبِأَيِّ: جار ومجرور متعلقان بالفعل يؤمنون، والفاء هي الفصيحة.

حَدِيثٍ: مضاف إليه

بَعْدَهُ: متعلقان بمحذوف صفة لحديث، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

يُؤْمِنُونَ: مضارع وفاعله.

مَلَكُوتِ: ملك

مِنْ شَيْءٍ: بيان لما، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته

قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ: قرب أجلهم، فيموتوا كفارا، فيصيروا إلى النار، فيبادروا إلى الإيمان

مَلَكُوت السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: مجموع العالم

فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ: الحديث: كلام الله، وهو القرآن، وبعده: بعد القرآن