﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: هذه دعوةٌ للعلم، دعوةٌ إلى ما وراء ظواهر الأمور، والـمُلك هو الشّيء الظّاهر، والملكوت هو الشّيء المخفيّ، ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأنعام: من الآية 75]، أي أنّ علم ما وراء الظّاهر هو الّذي يسمّى الملكوت.
﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا﴾: أي أنّ عليهم أن ينظروا، أن يتدبّروا، أن يتفكّروا، أن يُعملوا العقل، أن يُعملوا العلم في ملكوت السّماوات والأرض، وليس فقط ما ظهر فيها، وقد أخذ الإنسان الآن يبحث بالفضاء والنّجوم والمجرّات ويتبحّر بالعلوم الكونيّة الكبيرة وغيرها، ويُعمل العقل في ملكوت السّماوات والأرض والغيبيّات.
﴿وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾: أيّ شيءٍ من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، حتّى الذّرّة والرّمل في البحر، كلّ شيءٍ علينا أن نُعمل العقل والتّفكير والتّدبّر به، حتّى نستنتج منه ما يقوله الله سبحانه وتعالى .