الآية رقم (54) - أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا

يحسدون المؤمنين والمسلمين على ما آتاهم الله سبحانه وتعالى من نعمة الرّسالة المحمّديّة، فما هو الحسد؟ هذا موضوعٌ يؤمن به كلّ النّاسِ، حتّى لو لم يؤمنوا بالإسلام ولا بما ورد في القرآن الكريم، وهم دائماً يخافون منه، ويقول أحدهم: أصابتني عين.. وكلّ هذا الكلام صحيحٌ، وسأتعرّض له علميّاً وليس فقط إيمانيّاً.

كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا ينام حتّى ينفث بـــ (المعوّذتين) وسورة (الإخلاص) وهي علاجٌ من الحسد. وفي الآية السّابقة كنّا نتكلّم عن شعب بني إسرائيل، الّذين كانوا يتعلّقون بالمعنويات والقيم والماديّات، ويحبّون أن تكون النّعمة لديهم، والحسد: هو تمنّي زوال النّعمة عن الغير حتّى لو أنّها لم تعد إليك، وهذا مرضٌ، فما تحليل مرض الحسد؟

كلّ العداوات قد تُرجى سلامتها         إلَّا عداوة من عاداكَ من حسد

لماذا؟ لأنّه عبارةٌ عن حقدٍ وتمرّدٍ على المنُعِم وعلى الخالق سبحانه وتعالى.

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على جملة: أم لهم

عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ: فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة ما والجار والمجرور على ما متعلقان بيحسدون

مِنْ فَضْلِهِ: متعلقان بآتاهم

فَقَدْ: الفاء للتفريع

آتَيْنا آلَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به

إِبْراهِيمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم علم أعجمي

الْكِتابَ: مفعول به ثان

وَالْحِكْمَةَ: عطف

وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً: مثل آتينا آل إبراهيم والجملة معطوفة.

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ: بل أيحسدون النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والحسد: تمنّي زوال نعمة الغير.

عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ: من النّبوة، والعلم، والكرامة في الدّين والدّنيا، ويقولون: لو كان نبيّاً لاشتغل عن النّساء.

وَالْحِكْمَةَ: العلم بالأسرار المودعة في أحكام الشريعة.

مُلْكاً عَظِيماً: ما كان لأنبياء بني إسرائيل كداود وسليمان عليهما السّلام.