انظروا إلى الأدلّة العلميّة الرّائعة: ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ﴾، هنا الرّؤية سيّدة الأدلّة، فهناك فرقٌ بين أن تسمع وبين أن ترى، فعندما تسمع قد يكون هناك إشكالٌ بالسّمع، أمّا أن ترى، فهذه حُجّةٌ ليس بعدها حُجّة، وليس مع العين أين، انتهى الأمر.
﴿أَلَمْ يَرَوْاْ﴾: الخطاب هنا للمشركين الّذين يذهبون برحلة الشّتاء والصّيف وهم يرون بأمّ أعينهم، فماذا يرون؟ الجواب: ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ﴾، القرن: هو مجموع السّنوات الّتي تجمع جيلاً كاملاً، وحُدّد القرن بمئة سنة كما هو متعارفٌ عليه، فالقرن جيلٌ يحكمه زمنٌ معيّنٌ، ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ﴾: انظروا إلى القرون السّابقة.
﴿مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ﴾: لقد مرّوا على آثار عادٍ قوم هود عليه السّلام، وآثار ثمود قوم صالح عليه السَّلام، وسبأ، ورأوا بأمّ العين ماذا جرى معهم، فهذه الآثار باقيةٌ وشاهدةٌ على تلك الأقوام.