(أَلَمْ تَرَ): ربُّ الحواسّ أصدق من الحواسّ إن هو أَخْبَر، (أَلَمْ تَرَ) كأنّك رأيت بل إخباره جلَّ جلاله أصدق من رؤية العين.
(إِلَى الْمَلَإِ): الملأ هم الوجهاء والأشراف الّذين يتصدّرون ويملؤون المجالس، مليء ويتصدّر تعني الملأ.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ): في أيّة أيّام؟ لم يحدّد الله تبارك وتعالى، إذاً بعد موسى عليه السَّلام، وكان هناك أنبياء عدّة بعد موسى عليه السَّلام.
(إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ): ماذا أفهم من هذا؟ أي كان هناك بعد سيّدنا موسى أنبياء لشعب بني إسرائيل، النّبيّ لم يكن مَلِك، كان هناك ملوك يمسكون مقادير الأمور، والنّبيّ فقط لأمور الدّين، فإذاً قالوا للنّبيّ: (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) إذاً نريد ملكاً حتّى نقاتل في سبيل الله سبحانه وتعالى.
(قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا): هذا ظنّه فيهم؛ لأنّه يعرف شعب بني إسرائيل، كلّما كُتب عليهم شيء يتحجّجون، هذا من معرفته السّابقة بتاريخ شعب بني إسرائيل، الّذي هو وراء كلّ الظّلمات الّتي تحيط بالعالم.