هذه الآية بدأت الحديث عن اليهود في المدينة الّذين واجهوا الإسلام، وواجهوا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمكر والتّآمر والخداع وكلّ أنواع الغبن والإساءة للمسلمين وللنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
سيقول القائل: إنّ الآيات الثّلاث والأربعين الأولى كانت تتحدّث عن الأحكام المتعلّقة بالمرأة والميراث والأيتام وحرمة النّسب وحرمة الرّضَاعة وحرمة المصاهرة بالنّسبة للزّوجات.. وكلّ هذه الأمور، فما الّذي أتى مباشرةً إلى موضوع اليهود؟ إنّه المثال، فالله سبحانه وتعالى عندما تحدّث عن الأحكام، وعن الشّرائع فإنّه يقدّم للنّاس المثال عن الّذي عصى، الّذي نزل عليه التّوراة ونزل عليه كلام الله سبحانه وتعالى فمكر وغدر ولم ينفّذ أوامره سبحانه وتعالى، هذا المثال عن العاصي لأوامر الله سبحانه وتعالى، وما جاء من أحكامٍ لهم في ذلك الوقت.
﴿أَلَمْ تَرَ﴾: الحديث للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.