الآية رقم (44) - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ

هذه الآية بدأت الحديث عن اليهود في المدينة الّذين واجهوا الإسلام، وواجهوا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمكر والتّآمر والخداع وكلّ أنواع الغبن والإساءة للمسلمين وللنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

سيقول القائل: إنّ الآيات الثّلاث والأربعين الأولى كانت تتحدّث عن الأحكام المتعلّقة بالمرأة والميراث والأيتام وحرمة النّسب وحرمة الرّضَاعة وحرمة المصاهرة بالنّسبة للزّوجات.. وكلّ هذه الأمور، فما الّذي أتى مباشرةً إلى موضوع اليهود؟ إنّه المثال، فالله سبحانه وتعالى عندما تحدّث عن الأحكام، وعن الشّرائع فإنّه يقدّم للنّاس المثال عن الّذي عصى، الّذي نزل عليه التّوراة ونزل عليه كلام الله سبحانه وتعالى فمكر وغدر ولم ينفّذ أوامره سبحانه وتعالى، هذا المثال عن العاصي لأوامر الله سبحانه وتعالى، وما جاء من أحكامٍ لهم في ذلك الوقت.

﴿أَلَمْ تَرَ﴾: الحديث للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

أَلَمْ تَرَ: الهمزة للاستفهام ولم جازمة وفعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة لأنه معتل الآخر.

إِلَى الَّذِينَ: متعلقان بتر

أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ: فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعله وهو المفعول الأول ونصيبا هو المفعول الثاني والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة نصيبا والجملة صلة الموصول.

يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة مفعول به باعتبار تر قلبية وليست بصرية.

وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا: فعل مضارع وفاعل والمصدر المؤول: الضلالة مفعول به

السَّبِيلَ: مفعول به لتضلوا والجملة معطوفة على ما قبلها.

أَلَمْ تَرَ: ألم تنظر

أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ: حظًا أو جزءًا من التوراة وهم اليهود

أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ: تخطئوا الطريق الحق أو القويم لتكونوا مثلهم