﴿أَفَمَنْ﴾: استفهامٌ، وكأنّه يقول كيف تساوون بين مسجدٍ أُسّس على التّقوى من أوّل يومٍ ومسجدٍ اتُّخِذَ للضّرار والكفر ولتفريق المسلمين وإرصاداً لمن حارب الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ؟ فهما لا يستويان أبداً.
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾: بنيان هي مصدر بنى، تُطلق على الشّيء المبني مثال: نقول: هذا بنيانٌ فرعونيٌّ… إلخ.
﴿عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾: ثلاث كلماتٍ: ﴿شَفَا﴾،﴿جُرُفٍ﴾،﴿هَارٍ﴾.
﴿شَفَا﴾: مأخوذٌ من الشّف، والشّفا: حرف الشّيء وطرفه.
﴿جُرُفٍ﴾ﱢ: يُقال للمكان الّذي يأكله السّيل فيجرفه؛ أي يذهب به: جرف.
﴿هَارٍ﴾: المتصدّع المشرف على السّقوط.
نذكر قول الحقّ سبحانه وتعالى :﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾ ]آل عمران: من الآية 103[.
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾: لا يهديهم؛ لأنّهم ظلموا، وليس لأنّ الهداية ممنوعةٌ عنهم، فالهداية للنّاس جميعاً وهي هداية الدّلالة، لكنّ الّذي يظلم ويفسق ويكفر، فقد حجب الهداية عن نفسه.