الخطاب للإنسان المغترّ بماله وجاهه وسلطانه، أفلا يعلم هذا الإنسان الجحود الكنود أنّ هناك لحظةً ووقتاً سيُبعثر فيها ما في القبور، من الأجداث والأكفان والعظام المفتّتة، وذلك يوم القيامة عندما تهتزّ الأرض.
﴿بُعْثِرَ﴾ غير كلمة (بُعِث) قدرة الله سبحانه وتعالى تجمعهم بعد أن يستخرج ما في القبور.
أفلا يعلم هذا البخيل إذا بُعث النّاس من قبورهم وعُرضوا على مولاهم ماذا سيجري. ولو تأمّلنا كلمة ﴿بُعْثِرَ﴾نجد العجب بأنّه لم يقل: (بُعث) بل ﴿بُعْثِرَ﴾، وزيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى، كأنّ الحقّ سبحانه وتعالى يقول لهم: لا تظنّوا أنّ هذه القبور ستظلّ على حالها قد أُغلقت على من دُفن فيها، فلا تُفتح ولا تُشقّ، بل ستنشقّ وسيُبَعثر ما فيها، وقدرة الله سبحانه وتعالى تجمعهم.