فالمجتمع إذا لم يكن متآلفاً على قلب رجلٍ واحدٍ مع وحدة الصّفّ والكلمة والهدف لا يمكن أن ينتصر.
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ): والإلف: هو الاجتماع مع التئامٍ، فقد كانوا يتقاتلون من أجل جملٍ ومن أجل بيت شعرٍ.. وكان هناك ضغينةٌ بين القبائل وتفرّقٌ هائلٌ، فلا تستطيع يا محمّد لا أنت ولا أيّ إنسانٍ من البشر أن يؤلّف بين قلوب هؤلاء المتفرّقين.
(لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ): لأنّ مُلك الأرض يستطيع أن يؤثّر على أيّ شيء إلّا على القلوب، لا تستطيع أن تدفع للإنسان مبلغاً كبيراً من المال وتقول له: أحبّني؛ لأنّ الحبّ لا يُشترى ولا يُباع، فلو تظاهر بالحبّ فإنّك لا تستطيع أن تؤثّر على قلبه.
(وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ): فالقلوب بيد الله سبحانه وتعالى كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ قلوب بني آدم كلّها بين إصبعين من أصابع الرّحمن كقلبٍ واحدٍ يصرّفه حيث يشاء»([1]).