﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾: أي لجعل السّمع فيه استجابة لمطلوب الأوامر الإلهيّة، فالله سبحانه وتعالى يهدي الجميع هداية الدّلالة، لكنّ الكافر الّذي ردّ الهداية، والفاسق الّذي ردّ الطّاعة، قد سدّ منافذ الهداية، لذلك عندما يقول المولى سبحانه وتعالى هنا: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾، أي أنّهم لو اختاروا الإيمان لأسمعهم؛ أي لاستجابوا لِـمَا جاءهم من أوامر.
﴿وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾: هذا ديدنهم أنّهم يعرضون ويتولّون، والتّولّي هو الإعراض، فهم يتولّون عن أوامر الله سبحانه وتعالى، ولا يأخذون من النّواهي والأوامر إلّا ما يحقّق شهواتهم وأغراضهم وأهدافهم ومصالحهم، يقدّمون المصالح على المبادئ في كلّ أمرٍ من الأمور.