﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: الله سبحانه وتعالى يخاطب بالتّكليف من آمن به إن كان الأمر يتعلّق بوظيفةٍ أو تكليفٍ إيمانيّ، وهو الّذي يُثبت صحّة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فعندما تريد أن تبحث عن مراد الله سبحانه وتعالى من المؤمنين فإنّك تأتي إلى كلّ آيةٍ في القرآن فيها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾. فماذا جاء بعدها هنا؟
﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: الطّاعة هي دليل العبادة، فإن كنت تحبّ الله جلّ وعلا عليك أن تطيعه، وتكون طاعته سبحانه وتعالى عن طريق رسوله الـمُبلِّغ عنه، فعندما يأمر الله سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ويجمع بينهما بواو العطف؛ أي أنّ طاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من باطن طاعة الله سبحانه وتعالى؛ أي أنّ الحكم العامّ يأتي من الله سبحانه وتعالى والتّفصيل من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأوامر القرآن الكريم يأتي تفصيلها من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، كالصّلاة والزكاة.. فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد يكون مبيّناً للأحكام العامّة الّتي تأتي في القرآن الكريم، أو أنّه يشرّع وهو مفوّض بالتّشريع من قِبل الله سبحانه وتعالى ، فعندما يقول مثلاً: «أُحلّت لكم ميتتان ودمان، فأمّا الميتتان فالحوت والجراد، وأمّا الدّمان فالكبد والطّحال»([1])، والقرآن الكريم يقول: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ﴾ [المائدة: من الآية 3]، خصّصها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، السّمك والطّحال لم يُذكرا في القرآن الكريم، فمصدر التّشريع في الإسلام ثلاثة أمورٍ أساسيّةٍ: وهي أوّلاً: القرآن الكريم، ثانياً: ما صحّ من حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وثالثاً: الإجماع والقياس.