﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ﴾: كذّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى؛ أي بالمعجزات الدّالّة على الله سبحانه وتعالى، وكذّبوا بالآخرة، ولم يقل هنا: كذّبوا بالإيمان بالله ولا بالملائكة ولا بالكتب ولا بالرّسل؛ لأنّ الآخرة هي العنوان بالنّسبة للإنسان، بأنّ هناك آخرةً، وهذه الآخرة فيها الحساب وفيها الثّواب على ما قدّم الإنسان في هذه الحياة، فلو تصوّر الإنسان أنّه لا توجد آخرة فستكون هناك مشكلةٌ كبيرةٌ بأنّ هذا الإنسان سمع من الرّسل عليهم السّلام ومن الكتب ومن كلّ مَن جاء من الصّالحين والمؤمنين أنّ هناك يوماً آخر، وأنّه بعد الموت سوف يُبعث ويُحاسب، ومع ذلك ترى من يقتل ومن يسرق ومن يعتدي على الأعراض والأموال… هذا وهو يعلم بأنّ هناك آخرة، فكيف لو لم يكن هناك آخرة؟! وهنا يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾؛ لأنّ لقاء الآخرة هو لقاء مع الله سبحانه وتعالى وهو يوم الحساب.
وَالَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
كَذَّبُوا بِآياتِنا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها.
وَلِقاءِ: عطف.
الْآخِرَةِ: مضاف إليه.
حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ: فعل ماض وفاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذين.
هَلْ: حرف استفهام يفيد النفي.
يُجْزَوْنَ: فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول.
إِلَّا: أداة حصر
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به ثان.
كانُوا: كان والواو اسمها والجملة صلة الموصول لا محل له وجملة (يَعْمَلُونَ) في محل نصب خبرها.
كَذَّبُوا بِآياتِنا: أي الآيات المنزلة من عندنا المشتملة على الهدى وتزكية النفوس.
فالآيات هنا غير الآيات الأولى التي هي الدلائل والبينات.
وَلِقاءِ الْآخِرَةِ: البعث وغيره
حَبِطَتْ: بطلت
أَعْمالُهُمْ: ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة، فلا ثواب لهم لانعدام شرط القبول وهو الإيمان.
هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ: أي ما يجزون إلا جزاء عملهم من التكذيب والمعاصي.