مازال الحديث عن سيّدنا موسى عليه السّلام، وكما قلنا: هذه المقاطع الّتي تحدّثت عمّا جرى مع موسى عليه السّلام وفرعون، وكيف خلّص موسى شعب بني إسرائيل، وبعد ذلك كيف ذهب بهم وأنجاهم الله سبحانه وتعالى من الغرق في البحر وأغرق فرعون، وكيف ترك موسى قومه ليذهب إلى ميقات الله سبحانه وتعالى وكلّمه الله سبحانه وتعالى وأعطاه الألواح والمواعظ:
﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ﴾: الكَتْبُ هو الرّقم بالقلم على ما يُكتب عليه، إن كان من ورقةٍ أو جلدٍ أو صفائح العظام كعظم الكتف، والألواح هي الشّيء الممدود الّذي يُكتب عليه بالقلم، وعندما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ﴾؛ أي ليس أنّ الله سبحانه وتعالى كتب بالقلم وإنّما الّذين يكتبون هم الملائكة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: من الآية 12]، ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق].