﴿قَالَ أَغَيْرَ﴾: الهمزة هنا همزة استفهام.
﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: فضّلكم على فرعون وقومه وعلى العالمين في زمانكم ثمّ أُحضر لكم إلهاً غير الله سبحانه وتعالى؟! الإله: هو معبودٌ مطاعٌ، الإله يجب أن يكون له تكليفٌ، فلا أجعل الإله كيفما أريد بحسب شهواتي ورغباتي، فلا إله من غير تكليفٍ، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذّاريات]، العبادة هي الطّاعة، يجب أن يوجد أمرٌ ونهيٌ وطاعةٌ.
فقول موسى عليه السّلام لهم المقصود منه؛ أي اخجلوا، هل هذا الكلام معقولٌ؟ أنجاكم من الغرق بمعجزةٍ كبرى وتطلبون إلهاً غير الله سبحانه وتعالى بعد أن فضّلكم على العالمين؟ بعض النّاس يقول: إنّ بعض آيات القرآن الكريم تتحدّث عن شعب بني إسرائيل بأنّ الله عزّ وجلّ فضّلهم على العالمين، فيقولون: هم شعب الله المختار، وهذا كلامٌ باطلٌ وغير صحيحٍ، فعندما يتحدّث الله سبحانه وتعالى بأنّه فضّلهم بكثرة الأنبياء؛ أي أنّ لديهم أدواءً كُثراً حتّى خصّهم بذلك العدد الكبير من الأنبياء لكنّهم: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النّمل: من الآية 14]، جحدوا فيكون العطاء أحياناً ابتلاءً، وعندما يقول: ﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾؛ أي على العالمين في وقتكم وليس على العالمين كلّهم.