﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ﴾: لنلاحظ دقّة الأداء القرآنيّ، عندما تحدّث عن خطاب أصحاب الأعراف مع أصحاب الجنّة قال: ﴿وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾، أي كأنّهم التفتوا إلى أصحاب الجنّة وقالوا: السّلام عليكم، بينما عندما ذكر أصحاب النّار قال: ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ﴾، فهم لا يريدون أن يلتفتوا أبداً إلى أصحاب النّار، لكن صُرفت أبصارهم رغماً عنهم، وكلمة ﴿صُرِفت﴾ هنا مبنيّةٌ للمجهول، كأنّ البصر التفت بغير إرادته إلى أهل النّار.
﴿قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: هم موقوفون على الأعراف، وعندما رأوا عذاب أهل النّار توسّلوا إلى الله عزَّ وجلّ ألّا يجعلهم مع القوم الظّالمين.