الآية رقم (89) - إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ

وهذا من لطفه سبحانه وتعالى وبرّه ورأفته ورحمته بخلقه: أنّه من تاب إليه تاب عليه. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يتوبوا إليه توبة نصوحاً، أي توبة صادقة خالصة لا رجوع فيها، وقد قال صلَّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله عزَّ وجلّ يبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، ويبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار حتّى تطلع الشّمس من مغربها»([1]).

 


([1]) مسند أحمد بن حنبل: مسند الكوفيّين، حديث أبي موسى الأشعريّ، الحديث رقم (19635).

إِلَّا الَّذِينَ: إلا أداة استثناء

الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء

تابُوا مِنْ بَعْدِ: فعل ماض والواو فاعله والجار والمجرور متعلقان بتابوا

ذلِكَ: اسم إشارة في محل جر بالإضافة والجملة صلة الموصول

وَأَصْلَحُوا: عطف على تابوا

فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: الفاء هي الفصيحة وإن ولفظ الجلالة اسمها

غفور رحيم: خبراها

والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها من الإعراب.

إلا الذين تابوا: من بعد ارتدادهم عن إيمانهم، فراجعوا الإيمان بالله وبرسوله، وصدّقوا بما جاءهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم من عند ربهم

وأصلحوا: وعملوا الصالحات من الأعمال

فإنّ الله غفور رحيم: فإن الله لمن فعل ذلك بعد كفره

غفور: ساتر عليه ذنبه الذي كان منه من الرّدّة، فتاركٌ عقوبته عليه، وفضيحته به يوم القيامة

غيرُ مؤاخذه به إذا مَات على التوبة منه

رحيم: متعطِّف عليه بالرحمة.