طالما أنّه سبحانه وتعالى هو الّذي يعزّ، وهو الّذي يذلّ، وهو الّذي بيده الـمُلك، وهو الّذي يحيي، وهو الّذي يميت، وهو الّذي يرزق بغير حساب، إذاً لا تتّخذوا أولياء إلّا المؤمنين، وكلمة وليّ إمّا أن تأتي بمعنى مُعان، وإمّا أن تأتي بمعنى مُعين، فإذا نُسبت لله سبحانه وتعالى فهو الـمُعين، (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [البقرة: من الآية 257]، وإذا نُسبت للنّاس فهم الـمُعانون، (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس].
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً): إلّا من خاف من شرّهم وتحت الضّغط، فله أن يتّقيهم بظاهره لا بباطنه ونيّته.
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ): حتّى لا يتّخذ الإنسان هذا الأمر شعاراً فالله سبحانه وتعالى يحذّر الإنسان أنّه يجب أن يكون صادقاً حتّى في حال الضّغط، ويأخذ بالرّخصة الّتي أُعطيت من الله سبحانه وتعالى ليتّقي هذا الشّرّ، وأن يكون قلبه معلّقاً بالله، وليس للتّهرّب من الأحكام أو من أوامر الله سبحانه وتعالى.
(وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ): المصير والمآل والنّهاية إلى الله سبحانه وتعالى، فمهما كانت الصّعوبات والمصائب الّتي يتعرّض لها الإنسان، فإنّ المرجع إلى الله، والثّواب والعقاب بيده سبحانه وتعالى.