الآية رقم (208) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

(السِّلْمِ): مادّة السِّلم والسّلام والسّلَم والسِّلْم كلّها المادّة المركّبة لمادّة الإسلام، وكلّها تعطي معنىً واحداً وهو إشاعة الأمن والأمان والاطمئنان بين النّاس جميعاً، فهذه الآية (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)

وكأنّ الله يريد أن يقول لنا فيها: إنّ الإسلام هو عمليّة دخول كامل، دخول شيء بشيء، وهذه هي الظّرفيّة أي أنّنا ندخل جميعاً بظرف واحد وهذا الظّرف اسمه السّلام، فأن تكون مسالماً أن تكون في سلام مع نفسك، وأن تكون في سلام مع أسرتك، وأن تكون في سلام مع جوارحك، وأن تكون في سلام مع جيرانك، وأن تكون في سلام مع أهل حيّك، وأن تكون في سلام مع مجتمعك، وأن تكون في سلام مع أمّتك، وأن تكون في سلام مع النّاس أجمعين، أن تكون في سلام مع الطّير، أن تكون في سلام مع الحيوان، أن تكون في سلام مع النّبات، أن يشيع السّلام في الحياة، هذه هي رعاية الإسلام، ولكن ما نراه الآن عكس ذلك تماماً، عكس الآيات القرآنيّة، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «أفشوا السّلام بينكم»، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما يدلّ على إفشاء السّلام بين النّاس، وجاء ذلك في قوله: «لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم»([1])

يا أَيُّهَا: يا أداة نداء أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم وها للتنبيه.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

ادْخُلُوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها.

فِي السِّلْمِ: متعلقان بادخلوا.

كَافَّةً: حال منصوبة.

وَلا: الواو عاطفة لا ناهية جازمة.

تَتَّبِعُوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل.

خُطُواتِ: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة معطوفة على جملة ادخلوا.

الشَّيْطانِ: مضاف إليه.

إِنَّهُ: إن واسمها.

لَكُمْ: جار ومجرور متعلقان بعدو.

عَدُوٌّ: خبرها.

مُبِينٌ: صفة والجملة تعليلية لا محل لها.

السِّلْمِ: التسليم والانقياد، ويطلق على الصلح والسلام وعلى دين الإسلام، والمراد هنا الإسلام كَافَّةً

في اختيار السيوطي: حال من السلم، أي في جميع شرائعه

وقال أهل اللغة:حال من ادْخُلُوا أي جميعا.

خُطُواتِ الشَّيْطانِ: أي طرق، جمع خطوة، والمراد تزيينه ووساوسه بالتفريق.

عَدُوٌّ مُبِينٌ: بيّن العداوة.