هذه الأصنام والأوثان والآلهة المزعومة قد أضلّت كثيراً من النّاس، وهي لا تزيد الظّالمين إلّا ضلالاً، وهم ظالمون؛ لأنّهم ظلموا أنفسهم بعبادة ما لا يسمع ولا يُبصِر، ولكنّ الأمر يحتمل تأويلاً آخر أنّ هذا كلامُ نوح عليه السلام، لذلك قال: ﴿وَلَا تَزِدِ﴾بالفعل المضارع المجزوم بـ (لا) النّاهية، فهو دعاء يدعو به نوح عليه السلام على قومه ألّا يزيدهم الله تعالى إلّا ضلالاً وخساراً، فهم ظالمون معتدون، وما أضلّتهم أصنام وأوثان من الحجر أو الخشب إلّا لفساد عقولهم فسحرتهم، وهذا ما حدث أيضاً مع إبراهيم عليه السلام وقومه، قال تعالى عن إبراهيم أنّه قال: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾[إبراهيم: من الآية 36].
«وَقَدْ» الواو حالية
«وَقَدْ أَضَلُّوا» قد حرف تحقيق وماض وفاعله
«كَثِيراً» مفعول به والجملة حال
«وَلا تَزِدِ» الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا وفاعله مستتر
«الظَّالِمِينَ» مفعول به أول
«إِلَّا» حرف حصر
«ضَلالًا» مفعول به ثان.