فحقّ اليقين وهو يوم يدخل المكذّب الكافر النّار ويُبَاشر حرَّها، يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾[الواقعة]، فعندنا علم اليقين، وهو الصّورة العلميّة للنّار، وعين اليقين في الآخرة عندما نمرّ على الصّراط ونرى النّار رؤيا العين، ثمّ حقّ اليقين وهذه للكفّار حين يُلقون فيها ويُبَاشرونها فعلاً.
فهل هي تعود على القرآن الكريم، أو على العذاب الّذي سيتلقّاه المكذّبون؟ القرآن الكريم هو حقّ اليقين من غير أدنى شكّ، وممكن أيضاً أن نقول: ﴿وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾؛ أي: أنّ الحسرة على الكافرين ستتحقّق حقّ اليقين.. فحقّ اليقين محضة وخالصة، وهو من إضافة الشّيء إلى نعته أو صفته، فاليقين هنا صفة للحقّ، وهو حقّ لا شكّ فيه ولا شبهة بأنّه مُنَزَّل من لدنّا، فهو حقٌّ لا بطلان فيه، ويقينٌ لا ريب فيه، ثمّ أُضيف أحد الوصفين إلى الآخر للتّأكيد.